مايو, 2011
مصطفي الفقي...خير من يمثلهم
هل الدكتور مصطفي الفقي الشخص المناسب حتي يكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية ؟ بكل تأكيد مناسب ومفضل ورائع بالنسبة للدول الخليجية الست ومعهم بعض الدول التي لم يصلها المد الثوري الجارف الذي يقتلع من إمامه كل الملوك والرؤساء العرب عاجلا أم أجلا . لكنه على الجانب الأخر لا يعبر عن طموحات وأمال الثوريين في مصر فهو امتداد لحالة الانبطاح والرضوخ والتبعية الدائمة والمستمرة التي قادها وعمل علي دعمها وانتشارها الرئيس المخلوع مبارك الذي تفنن وأبدع وقاد كل الرؤساء والملوك العرب لكي يسيروا وراءه يطبلون ويزمرون ويهللون ويصفقون لأمريكا وإسرائيل متجاهلين القضية الفلسطينية بل زادوا في حصار غزة وراحوا يخلقون المبررات ليظل الحصار جاثما على صدور أهلنا في غزة و تفننوا في المراوغة والكذب والرياء والنفاق كما تفعل إسرائيل بالضبط . ولم يكن غريبا ولا مستغربا أن يصرح أحد أمراء آل نهيان لأحدي وسائل الأعلام الغربية عن حزنه وأسفه وخيبة أمله مما حدث لمبارك واصفا الرئيس المخلوع بالأب الروحي للشرق الأوسط ، والرجل الحكيم الذي قاد المنطقة لثلاثين عاما دون حرب . متسائلا كيف يفعلون ذلك في رجل خدم المنطقة العربية بكل نزاهة وشرف ؟ مؤكدا أننا جميعا نريد الديمقراطية لكن الأمير لم يحدد لنا الطريقة التي يمكن من خلالها أن نصل الي الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية . وراح يعيد ويزيد في عبارات عقيمة سقيمة خالية من الفعل و لا تعبر عن الواقع الذي يعيشه المواطن العربي من أستبداد وقهر وتعذيب ومنع وديكتاتورية . مؤكدا في نهاية تصريحه ل اندرو هاموند، مراسل وكالة أنباء 'رويترز' أننا سوف نفعل ما بوسعنا حتى ننهي هذه المهزلة التي تحدث في مصر فلا يمكن أن نصمت أمام أهانه رئيس أو ملك أو أمير ، وكشف مراسل رويترز عن اعتراض آل سعود و أل الصباح في الكويت ومعهم السلطان قابوس فهؤلاء خائفون ومرعبون من حمي الثورة ويحاولون بكل الوسائل إفشال هذه المحاكمة .
نسي المعترضون على ترشيح الدكتور الفقي أن ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية لن يوافقوا بمرشح أخر غير الفقي ، فالرجل حبوب وأليف ومطيع ولن يثير مشاكل ولن يتورط فى أحراج ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية بل على العكس تماما سوف ينفذ التعليمات دون تردد ومناقشة ومعروف عن الدكتور أنه موظف شاطر يسمع الكلام . وهناك تأكيدات من مسئولين مصريين أن المجلس العسكري ووزارة الخارجية قاموا بترشيح بعض الأسماء المشهود لها بالكفاءة والنزاهة لكن الرفض جاء من دول الخليج ومن لا يعرف الدكتور الفقي تم ضبطه متلبسا بتهمة التزوير المتعمد والفاضح في انتخابات مجلس الشعب 2005 وخرجت المستشارة نهي الزيني الي الرأي العام لتسرد وقائع التزوير لكن الدكتور الفقي كتب مقال في جريدة الأهرام تحت عنوان "أمريكا وإسرائيل.. والرئيس القادم " أعترف خلاله بكل أريحية وشجاعة لابد أن نحسده عليها أن الانتخابات البرلمانية مزورة وكلنا يعرف ذلك " جملة توضيحية " " لكننا لم نشارك فيها يا دكتور ولم نتورط في تزوريها " مضيفا أنها كانت تتم في سياق عبثي انبطاحي اعتباطي معتاد اعتادنا عليه جميعا مضيفا أنه لم يشارك فى التزوير ولم يحضر عملية الفرز ولم يكن يدري تفاصيل ما حدث لكنه فوجئ بحصوله على عضوية مجلس الشعب ، وأن دخوله الانتخابات كان أقرب الي المؤامرة استهدفته شخصيا وكأن الدكتور شربوه حاجة صفرا واقتيد بالغصب عنه وتحت تهديد السلاح من الأمن الى تقديم أوراق ترشيحه حتى يحظى بعضوية مجلس الشعب وأنه يا حبه عينه كان رافض ومستاء مما حدث من تزوير وحاول أن يشرح ويصرخ ويعبر عن سخطه لكن التيار كان أقوي منه وجرفه ساقطا على وجهه فاقدا الوعي ولان الوطن أهم من المبادئ وافق الدكتور على العضوية دعما للاستقرار والتقدم والرقي حتي لا يكون سببا في تخلف الوطن . ولم ينسي الدكتور أن يبرر تصريحه القديم من أن رئيس مصر لا يأتي إلا برضاء أمريكي وبمباركة إسرائيلية مشيرا أن المعني في بطن الزير وأنه كان يقصد الوريث جمال في ذلك الوقت . وغيرها من المبررات الواهية والخائبة التي تجعل الدكتور الفقي هو المرشح المناسب لجامعة الدول العربية . وحصوله على منصب الأمين العام سوف ينهي على المتبقي من الجامعة إذا كان هناك شيء متبقي منها .
وسواء فاز مرشح قطر عبد الرحمن العطية أمين عام مجلس التعاون الخليجي الأسبق والرجل لديه رصيد وافر وخبرة في تنفيذ التعليمات أو الدكتور مصطفي الفقي فلم يتغير شيء فالجامعة ليس لها علاقة بالمواطن العربي ولا يهمها ولا تعمل من أجله بل للحكام العرب .
فماذا فعلت الجامعة العربية لشعوبها المطحونة في سوريا والبحرين والجزائر واليمن وليبيا ومورتانيا أو الصومال وغيرها من الدول العربية التي تعاني من استبداد وقمع وتعذيب واعتقال ومنع وحجب يمارسها ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية مجتمعين ؟
ماذا فعلت جامعة الحكام العرب لدولة السودان وهي تقسم الى دولتين بل راحوا يتفرجون ويشاهدون ما يحدث لها من تفكك وأنهيار ؟ ماذا فعلت جامعة الحكام العرب لما يعانيه الأن شعب سوريا من قتل وتعذيب ؟ ماذا فعلت لمواطني البحرين ؟ ماذا فعلوا لشعب الصومال ؟ ماذا فعلت جامعة الحكام العرب لفلسطين وشعبها المحاصر ؟.بل على العكس تماما تورطوا فى مؤامرات ضد بعضهم البعض وخلافات وخناقات وهمية وساذجة .
هل يستطيع أمين عام جامعة العربية أن يعترض على قرار حاكم عربي وحيد حتى لو كان رئيس جزر القمر ؟
بكل تأكيد لا فهؤلاء موظفين لدي الملوك والرؤساء العرب .
عماد خلاف