الطفل منذ ولادته مقلد عظيم, حيث يقلد الابتسامة والضحكة والبكاء, وفي شهر رمضان المعظم لنا طقوس كثيرة يرغب الطفل في تقليدها, وعن هذا يحدثنا الدكتور أحمد السعيد يونس مستشار طب الأطفال
موضحا أن الطفل يصلي كما نصلي ويشاهد المسلسلات ويضحك معنا. أو يقلد ممثليها وهو أيضا يرغب في الصيام مثلما نصوم, وهذه الرغبة واضحة صريحة يقولها الطفل دون أن يدرك معناها عندما يبلغ أربعة أو خمسة أعوام, ولكنه يفهم معناها ويرغب في تنفيذها في سن السابعة أو الثامنة..
وهنا تبدأ المشكلات.. الأهل يرون أنه صغير علي تحمل مشقة الجوع والعطش.. وهو يري أنه كبير ويستطيع أن يصوم مثل الكبار من حوله.. والتعامل هنا يجب أن يكون بتفهم واحترام لمشاعر الطفل فنحن نسايره ونجاريه في انه لابد أن يصوم, ولدينا بدائل كثيرة.. منها اقناعه أن صيام الملائكة الصغار والعصافير الي آخر تلك الأوصاف التي نستطيع ابتكارها.. صيام هذه الفئة يبدأ من بعد إفطار الصباح وحتي الغروب, وبذلك يكون قد فاتته وجبة الغذاء فقط.
.. كذلك فنحن نضع في طريقه في الثلاجة علبا من اللبن والفواكه والزبادي والمهلبية والجيلي.. مما يمكنه من تناولها إذا أحس بالجوع.. وهنا يجب ألا نسخر منه قائلين إننا شاهدناه.. أو أن صيامه قد فسد.. بل يجب أن نتغاضي عما نري.وصيام الطفل في هذه الأحوال سيكون بقدر استطاعته تحمل المشقة سواء الجوع أو العطش أو هما معا. وتمر الأعوام ويكبر الطفل فإذا بلغ سن التكليف كان مستعدا للصيام الحقيقي مشاركا للأسرة في تلك العبادة فاهما لأهميتها ومدركا لكل ما تمثله في حياتنا كأحد أركان الإسلام..